126

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Yayıncı

مركز النخب العلمية-القصيم

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Yayın Yeri

بريدة

Türler

ومعية عامة: تتضمن علم الرب بأحوال عباده، واطلاعه على جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة، ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج؛ لأنه سبحانه لا يُقاس بخلقه» (^١).
وهل المعية حقيقية أو هي كناية عن علم الله وسمعه وقدرته؟
المعنى الذي فهمه السلف، وأجمعوا عليه، ونص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية (^٢) وتلميذه ابن القيم (^٣) وابن عثيمين (^٤) وغيرهم: هو أن الله معنا حقيقة، كما هو مستوٍ على عرشه حقيقةً. وقالوا: لفظة «مَعَ» تأتي في اللغة لمطلق المقارنة والمصاحبة، ويختلف معناها باختلاف المقتضى. وقالوا: هنالك فرقٌ بين معنى المعية، وبين مقتضى المعية؛ فلو قال قائلٌ: «محمدٌ معي الآن في البيت»، فهذه المعية حقيقية، والمعنى أن محمدًا معه في البيت بذاته، ولو قال: «أنا مع الإمام أحمد في عدم قوله بخلق القرآن»، فهذه معيةٌ حقيقية، والمعنى أنه يوافقه في الاعتقاد والرأي، ولو قلنا: «الله معنا»، فهذه معيةٌ «في العلم والسمع والبصر»، ونحو ذلك، ولهذا ما قاله شيخ الإسلام وتلميذه وتبعهما عليه ابن عثيمين - رحم الله الجميع- هو مذهب السلف، لكن كان ما فعله هؤلاء المتأخرون هو الشرح

(^١) مجموع فتاوى ابن باز (١٦/ ٣٤٦، ٣٤٧).
(^٢) ينظر: الفتوى الحموية ص (٥٢٠ - ٥٢٣)، ومنهاج السنة النبوية (٨/ ٣٧٢ - ٣٧٧).
(^٣) ينظر: مدارج السالكين (٢/ ٢٦٥)، وعدة الصابرين ص (٤٥).
(^٤) القواعد المثلى ص (٦٠).

1 / 131